أرشيف الأسئلة والأجوبة 2006

الاسم بلال البلد المغرب

أستاذي الفاضل
قرأت كتابكم ولفت نظري طرحكم العقلاني للإسلام ولكن إستوقفتني خاطرتكم عن أهل الكتاب وأن كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً فهو من أهل الجنة كائناً من كان ومن أي ملة أو نحله ولكن ماذا نفعل بالآيات التي تقول ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) وهل الكفر أنواع بحيث أن الله يغفر لبعض أنواعه أم أنه مخرج من الإسلام بعمومه.لكم شكري وإمتناني

البريد الإلكتروني POBILAL@HOTMAIL.COM التاريخ 7/5/06

لقد قلتُ في كتاب “الإسلام والإيمان” أن كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً هو من أهل الجنة. وهذا القول لايدخل تحت عنوان الخواطر كما ورد لديك، بل هو صورة حرفية لقوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) (البقرة 62). ولقوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) (الكهف 107) .
فالنصراني أو اليهودي أو البوذي الذي يؤمن بالله أولاً، وباليوم الآخر ثانياً، ويعمل صالحاً يفيد الناس، له أجره عند ربه جنة عرضها السموات والأرض. أما إن أشرك بالله شرك تجسيد كما فعل الذين قالوا إن الله هو المسيح، أو أشرك مع الله إلهاً آخر فمصيره النار وليس الجنة حتى لو آمن باليوم الآخر وعمل صالحاً.
أما عن سؤالك عن أنواع الكفر فأقول: نعم، الكفر أنواع. والكفر غير الشرك. لأن بعض أنواع الكفر قد يغفرها الله بوصفها ذنوباً، أما الشرك فغير قابل للمغفرة. إننا نلاحظ حين يذكر سبحانه الكفر في كتابه العزيز يبين ماهو المكفور به. فإذا قارنا بين :
– (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) المائدة 17.
– (..أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) النحل 72.
فهمنا أن الكفر بالله – وجوداً أو وحدانية – هو الشرك الذي لامغفرة له، كما في آية المائدة، وأن الكفر بنعم الله كالبخل (انظر النساء 37) والتبذير والإسراف والإمساك عن الإنفاق ذنوب قابلة لأن يغفرها الله ويتجاوز عنها.

الاسم مخلد مراد البلد العراق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور / محمد
أود أن أسأل سيادتكم عن المغزى من جعل وقت صلاة الصبح ينتهي بشروق الشمس لا كباقي الصلوات فوقتها يمتد من الصلاة إلى الصلاة.أعلم جيداً أن هذا تشريع من المولى عز وجل ولكن لماذا كان ذلك برأيك .
أرجو الإفادة وجزاك الله عنا خير الجزاء

البريد الإلكتروني ahmedsami20032001@yahoo.com التاريخ 7/5/06

لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال،
لأنني لم أبحث في شكليات الشعائر وأحكامها التفصيلية، بعد أن رأيت السلف وقد قتلوها بحثاً ودرساً في مئات المجلدات.

الاسم abdelmajid dahkoun البلد maroc

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر الدكتور شحرور على كتبه واجتهاداته وانه والله العظيم خير من هؤلاء المرددين لأقوال بعض المشايخ على الأقل د.شحرور فكر واجتهد وله الأجر سواء اصاب أو اخطأ
سؤالي هو إذا كنت يادكتور ترى أن الإسلام بهذا الشمول وأنا اتفق معك في هذا فهل يعني ذلك انه يحق للمسلمة المؤمنة بالرسالة المحمدية أن تتزوج من مسيحي؟
مع الشكر الجزيل مقدما.

البريد الإلكتروني mdahkoun@yahoo.fr التاريخ 7/5/06

نعم، يحق للمسلمة المؤمنة بالرسالة المحمدية أن تتزوج من مسيحي، إن كان ممن تنطبق عليهم الشروط الثلاثة الواردة في آية البقرة 62:
1- الإيمان بالله وجوداً ووحدانية.
2- الإيمان باليوم الآخر .
3- العمـل الصالح .

الاسم براهيم البلد الجزائر


سيدي الدكتور محمد شحرور حفظك الله و حفظ عقلك وازدادك علما
1- سيدي اذا كان وعد الله بالجنه لكل مؤمن موحد لله و يؤمن في الآخرة ويعمل صالحا هل يعني ان من يرتكب بعض المحرمات يكون قد خسرالجنة و دخل النار و ان كان لا فما هي عقوبة المؤمن الموحد الذي يفعل المحرمات و التي لم يردعه احد في الدنيا على سبيل المثال شخص ما زنا و لم يعلم به احد ليعاقب من ولي الأمر فكيف سيجازيه الله ؟
2- هل يجوز لأي مسلم ان يبدل دينه من الإسلام الى المسيحية أو اليهودية ؟
3- ما هو تأويل الآية (ان المشركين نجس ) – التوبه ؟
4- كيف ينظر الإسلام لديانه او عقيدة مثل البهائية ؟
5- كيف نعلم ان القرآن الكريم معجزة ما هو الدليل طبعا غير خزعبلات التفسيرات العلميه للقرآن و التي تسيء إليه بربطه بنظريات من عقول البشر المتغيرة من تطور العلم و الحوادث كثيرة اذا ما هو الدليل ان القرآن معجزه و من عند الله ؟
شكرا لك و سامحني على كثرة الأسئلة لكنها تقلق منامي و لا أجد عالما في الدين اليوم إلا قلة و أنت منهم.

البريد الإلكتروني التاريخ 5/6/06

الجنة هي الأجر الموعود به لكل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً. وارتكاب بعض المحرمات والمعاصي من قبل هذا المؤمن قد يؤخر دخوله إلى الجنة لكنه لايخسرها نهائياً حسب تعبيرك. أما الزاني الذي لم يعلم به أحد، ولم يقم عليه حد الزنا في الدنيا من قبل ولي الأمر، فإن تاب وهو مؤمن فإن الله من بعد ذلك لغفور رحيم، حسب نص الآية 153 من سورة الأعراف. وإن عمل بعدها صالحاً محى الله به سيئته التي ارتكبها وسترها ربه عليه بدلالة قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) هود 114.
2. إن للإنسان – مسلماً كان أم غير مسلم – أن يختار من العقائد مايشاء طالما أنه سيحاسب عليها أمام ربه. ولهذا قال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها) الكهف 29. والظالمون في الآية هم الذين اختاروا الكفر. هذا كله من حيث المبدأ. لكنك بدأت سؤالك بالقول: هل يجوز؟ وكان يجدر بك أن تبين المعيار المعتمد لديك في الجواز وعدم الجواز، هل هو معيار قرآني.. أم معيار فقهي؟ فإذا كان لديك قرآنياً كما في الكهف 29، كان الجواب بجواز أن يبدل المرء دينه. أما إذا كان المعيار لديك فقهياً، فالفقهاء أفتوا بقتل المرتد مستندين في ذلك بزعمهم إلى حديث نبوي. وعليه فلايجوز للمسلم أن يبدل دينه، فإن فعل وجب قتله. ونحن بلا ريب مع المعيار القرآني الذي نرجحـه على كل معيار آخر في حال التعارض.
3. الإسلام – كما نفهمه – جملة من العقائد والإيمانات، منها الإيمان بالله واليوم الآخر وبالرسالات السماوية وبالأنبياء والرسل وبالملائكة. والبهائية تؤمن ببعض هذه المعتقدات دون بعضها الآخر. يقول تعالى في تنزيله الحكيم الموحى عن نبيه الكريم (ص) (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) الأحزاب 40. والبهائيون لايؤمنون بأن النبي محمد (ص) آخر الأنبياء والرسل، أي أنهم بعبارة أخرى يكذبون بأحد الثوابت القرآنية، وهذا – في رأينا – إضافة إلى أدلة غيرها هو سبب حكم الأزهر عليهم بالكفر. إن مايدهشنا هو هذه الضجة التي تثيرها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة حول مجموعة دينية مثل البهائية لايتجاوز عدد أتباعها البضعة آلاف. مما يدفع إلى الاعتقاد بأن لها من يمولها ويؤيدها من بين المجموعات الأخرى، ومع ذلك طالما أنهم لايمارسون العنف ولايمارسون الإكراه بفرض آرائهم على الآخرين، فهم أحرار فيما يعتقدون ولايحق لأحد أن يمارس الإكراه عليهم أو اضطهادهم من أجل معتقداتهم.
4. ثمة العديد من الأدلة على أن التنزيل الحكيم معجزة، ولكن أؤكد ابتداء بأن آيات التنزيل الحكيم كلها تعتبر دليلاً إيمانياً وليست دليلاً علمياً، أي أنك لاتستطيع ولايحق لك أن تقيم الحجة بأمر ما على بوذي بأن تورد له آية من التنزيل الحكيم. الحجة القرآنية تقوم على من يؤمن تصديقاً بأن التنزيل الحكيم موحى بالنص والمحتوى. وقد اختلف الناس حسب مذاهبهم في الإعجاز كل حسب فهمه وأرضيته المعرفية. فمنهم من قال بالإعجاز العلمي، علماً بأن القرآن ليس كتاباً في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب، ومنهم من قال بالاعجاز البياني. أما أنا شخصياً فقد وجدت الإعجاز في أمر أن هناك في كل لغات العالم ، ولنقل اللغة الانكليزية مثلاً، نرى أن هناك تعبير شكسبيري جمالي درامي وهناك تعبير نيوتوني دقيق، فلا يمكن لشكسبير أن يكتب نفس المواضيع التي كتبها بلغة نيوتن ، ولا يمكن لنيوتن أن يكتب أطروحاته بلغة شكسبير. أما القرآن الكريم فكما أراه فإنه حوى نيوتن وشكسبير في واحد. وقد تم دراسة الجانب الشكسبيري خلال قرون. وأنا وهبت حياتي لأدرس الجانب النيوتوني. وهذا خلافي الأساسي مع المؤسسة الدينية. كما أنني وجدت في القرآن نظرية كاملة في المعرفة الإنسانية. هذا الطرف من الإعجاز كان كافياً لي ويمكن أن يكون غير كافٍ لك .
5. أقف طويلاً عند عبارة ختمت بها رسالتك تقول إنك لاتجد عالماً في الدين اليوم. وأنا أقول: إنهم بحمد الله أكثر من الكثير، لكنهم لايكتبون على صدورهم إعلاناً بأنهم علماء. إبحث عنهم في الحارات والأسواق وفي مناجم الملح وحقول القمح وفي الطواحين والمعاصر وورشات الحدادة والنجارة وصنع الأحذية، لاتبحث عنهم في التكايا وأروقة وزارات الأوقاف فأنت لن تجدهم هناك .

الاسم اسماعيل البلد المغرب


سؤال :

هل علينا ان نعبد الله حبا أم خوفا ؟
أيهما أحب الى الله ؟
هل تعتقد أن هناك من يعبد الله لنعمه عليه فقط دون الخوف منه؟
كيف نعمل على تقليل الخوف وزيادة الحب ؟

البريد الإلكتروني التاريخ 22/3/06

إلى الأخ السائل :
أنصح بتوجيه سؤالك إلى المتصوفة، فلعلهم أقدر مني على الإجابة. أما أنا فجوابي ” لا أدري ” ، ومن قال لا أدري فقد أفتى.
ما أدريه أنني لاأرتاح حين أقرأ قول بعضهم معلقاً على الجدران بخط فارسي: رأس الحكمة مخافة الله. وأتمنى لو كانت: رأس الحكمة محبة الله.

الاسم جلال البلد المغرب

من أبو الفداء:
– أي الكتب من كتب التراث توصي الشباب بقراءتها؟
– هل لك بحث أو كتاب عن الأحاديث ومعايير قبولها ..أو هل ستكتب عن ذلك مستقبلا؟
– أي الأحزاب الاسلامية على الساحة_ من وجهة نظرك_ هو أكثر تقدمية , ورقيا؟؟
– ما رأيك فيمن يقولون أن الإسلام دين روحاني محض كالمسيحية؟؟
– إذا كنت أعيش في دولة علمانية لا تلتزم ب”حدودية” الاسلام .. ما الواجب علي كفرد مسلم حينئذ؟
– ما موقف المسلم البريطاني تجاه دولته العلمانية الت أعطت حقا لزواج مثليي
الجنس؟؟
– ما رأيك.. هل أحترم القانون الجائر الذي لا يعطيني شرعية للمعارضة أم أتحايل على القانون للوصول إلى وضع شرعي؟(مثال ذلك : الجماعات الاسلامية التي لا تعترف الدولة بمشروعيتها)
-هل تتوقع أن يظهر مستقبلا مذهب يسمى بالمذهب الشحروري؟؟

البريد الإلكتروني التاريخ 22/3/06

إلى أبو الفداء:
آ – هناك الكثير من كتب التراث الجديرة بالقراءة، التي أعيد طبعها مراراً، أوصي بقراءتها، منها على سبيل المثال :
1. الموسوعة في فقه المذاهب للدكتور وهبة الزحيلي التي حاز عليها جائزة الملك فيصل.
2. الرسالة والأم للإمام الشافعي.
3. المفتي في الفقه الحنبلي لابن قدامة المقدسي.
4. التفسير الكبير للفخر الرازي.
5. الكشاف للزمخشري .
علماً بأن كل كتب التفسير تعكس الأرضية المعرفية لعصر المفسر، وكل كتب الفقه تعكس الأرضية المعرفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لعصر الفقيه.
ب – لقد حددت موقفي من الأحاديث النبوية في كتبي بشكل متدرج، ومع ذلك أقول بإيجاز:
– تقسم السنة – كما أراها وأفهمها – إلى قسمين : سنة نبوية غير ملزمة ولو صحّت، وسنة رسولية يجب اتباعها وطاعتها. فمحمد (ص) كان في مقام النبوة مجتهداً، أما في مقام الرسالة فكان معصوماً. ولأن العصمة جاءت للرسول وليس للنبي (انظر المائدة 5 / 67)، فقد جاءت الآيات تلزمنا بطاعة الرسول ( آل عمران 3/32، 132، 80 – النساء 4/59 – المائدة 5/92 – الأنفال 8/1،20 ، 46 وغيرها ..) وتأمرنا بالتأسي به (الأحزاب 33/21) . أما النبي كمجتهد فله علينا صلة الاجتهاد واتباعه بعدم قطعنا للاجتهاد كما كان يفعل. وهذا ما أفهمه من قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب 33/56 .
– إن الاجتهاد في شكل الدولة، وفي الانتخابات والبرلمانات وغيرها من المؤسسات، والتنظيمات الاجتماعية والقرارات السياسية في الحرب والسلم والمعاهدات، والعقد الاجتماعي الناظم للعلاقة بين الدولة والناس، هذا كله استمرار للسنة النبوية، لأن النبي (ص) أسس الدولة في القرن السابع الميلادي على أرض الجزيرة العربية من مقام النبوة، لامن مقام الرسالة. ومن هنا جاءت دولته – ككل دولة أخرى – محدودة ومحكومة بعوامل الزمان (التاريخ) وبعوامل المكان (الجغرافيا) وبعوامل الاقتصاد وقد زالت هذه الدولة وتعاقبت دول. أما رسالته فعالمية إنسانية باقية، وهذا يفسر لنا وجود إسلام في الصين وفي الهند وفي بلدان أخرى خارج الجزيرة العربية كما يفسر وجود مسيحيين في أوربا والفيليبين وأمريكا.
– يبقى أن أشير إلى أن كل حديث – بغض النظر عن سنده – له طابع إنساني هو حديث نبوي من أحاديث الحكمة، لأن الحكمة من صفات النبوة، كقوله (ص) : لاضرر ولا ضرار، وقوله (ص) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو فليصمت .
ج – يأتي الجواب على سؤال : أي الأحزاب الإسلامية هو أكثر تقدمية ورقياً؟ في عبارة للعالم المعروف آينشتاين تقول: الحماقة أن تتوقع نتائج مختلفة وأنت تكرر الشيء نفسه.
فنحن أمام أحزاب وحركات إسلامية تزعم أنها تريد التجديد وتطرح الإصلاح دون أن تستطيع اختراق مايسميه الفقهاء الثوابت، وماهو معلوم من الدين بالضرورة، وأصول الفقه التي وضعت في القرنين الثاني والثالث الهجريين. وأرى أنه لايمكن لحركة إسلامية أصيلة أن تحقق التجديد والإصلاح، مفترضين حسن النية وصدق المقصد فقط ، إلا إذا جددت هذه الثوابت وتلك الأصول.
إن الحركات الإسلامية والقومية المعاصرة هي من نتاج عصر التنوير الذي حصل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على أيدي الأفغاني ومحمد عبده وغيرهما في مصر وسوريا ولبنان والعراق. فقامت حركات إسلامية كحركة الإخوان المسلمين وأحزاب قومية كحزب البعث والقوميين العرب، لكن الطروحات كانت أقرب إلى الرومانسية منها إلى العقلانية. فقد تأثرت هذه الحركات السياسية الإسلامية والقومية بما يسمى بثورة أوكتوبر في روسيا، قسمت الكون إلى عالمين، وتشكل لأول مرة في التاريخ المعاصر نظام استبدادي شمولي ( توليتاري). ولما كان ليس لدى الأحزاب القومية نظرية في الدولة والمجتمع، فقد تبنَّت الأطروحات الماركسية لتؤسس نظاماً شمولياً استبدادياً. ولم يكن تأثر الحركات الإسلامية أقل شدة، حتى أصبحنا نلاحظ مايلي:
الاشتراكيون الماركسيون :
1. تقسيم العالم إلى عالمين: اشتراكي ورأسمالي.
2. الشرعية الثورية .
3. الحتمية التاريخية.
4. عدم قبول الآخر، والذي يخالف يسمى منحرف ومنشق خائن.
5. الاقتصاد الاشتراكي.
6. الأدب الاشتراكي ( شعر ، قصة ، رواية ) .
7. الفن الاشتراكي ( موسيقى ، مسرح ، غناء ، رقص ) .
8. الأخلاق الاشتراكية.
9. دكتاتورية البروليتاري.
10. اختزال الشعب في أشخاص (الحزب والمكتب السياسي، وقيادة الحزب لاتخطئ).
11. الاشتراكية حياة وعقيدة.
12. الجمال في المفهوم الاشتراكي.
الإسلاميون :
1. تقسيم العالم إلى دار كفر ودار إسلام .
2. حاكمية الله ( إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) .
3. القضاء والقدر.
4. عدم قبول الآخر، والمخالف يسمى كافر أو مرتد أو زنديق .
5. الاقتصاد الاسلامي.
6. الأدب الإسلامي ( شعر ، قصة ، رواية)
7. الفن الإسلامي ( دف، تمثيل، أناشيد، ذكر ). وهناك من يقول السياحة الإسلامية.
8. الأخلاق الإسلامية.
9. لا قيمة للحرية في الأدبيات الإسلامية.
10. اختزال الأمة بالصحابة والعلماء ( عدالة الصحابة ) .
11. الإسلام دين ودنيا .
12. الجمال في المفهوم الإسلامي.
وقد فشل الاتجاهان معاً وذلك طبقا لقوله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (الكهف 103 – 104) أي أن النوايا الحسنة وحدها لاتكفي.
فالدولة الإسلامية المنشودة دولة شمولية، ودولة طالبان في أفغانستان والملالي في إيران هي النموذج المعاصر للدولة الإسلامية، التي لامكان فيها للحرية الفردية أو الجماعية. والإسلام السياسي ما زال يعيش على خدعة أساسها أن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، هي نفس الخدعة التي تعيش عليها الأحزاب الشيوعية، حيث سلطة الأمن والحزب والدولة هي التي تحرس النظام وتجبر الناس على الطاعة.
أما ما يطرحه البعض الآن عن “إسلام وسطي” بعد أحداث 11 سبتمبر، فهو “تخريجة” حديثة تتماشى مع الموضة من أجل التسويق الإعلامي. مانحتاجه الآن هو حركة تنويرية جديدة، تخترق الثوابت التي وضعت في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ويتم على أساسها ظهور أحزاب جديدة، أو تطوير الأحزاب القائمة، وخاصة فيما يتعلق بنظرية الدولة والسلطة والدستور والتشريع. أما قيام الدول ونهضتها وانهيارها فيخضع لقوانين تختلف تماماً عن الأحكام الشرعية. فلا توجد أحكام شرعية وحتميات تاريخية. فقيام الدول وسقوطها تخضع للبراجماتية (النفعية) والتملك والشروط الموضوعية في المكان والزمان وعبقرية الأفراد والقادة.
د – ماهو واجب الفرد المسلم الذي يعيش في دولة علمانية ؟
يتألف الإسلام من تذكرة دخول، ومن مركبات ثلاث، أما تذكرة الدخول فهي الإيمان بالله واليوم الآخر، وأما مركبات الإسلام فهي:
1- منظومة القيم، ذات الطابع الإنساني الشمولي، التي وردت في سورة الأنعام ( 151 – 153) وعلى رأسها الصدق، وهي ما يسمى في الرسالات السابقة “الوصايا العشر” .
خضعت هذه المنظومة للتراكم على مر التاريخ وتتابع الرسالات إلى أن اكتملت بالرسالة المحمدية، وهذا – فيما نرى – معنى قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم ..) المائدة 5/3.
2- الشرائع، وهي الأوامر والنواهي الإلهية التي حملها كل رسول إلى قومه وتتناسب مع زمان ومكان وحال كل قوم، ولهذا قال تعالى : (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) المائدة 5/48.
هذه الشرائع خضعت للتبديل والتغيير بالنسخ وبالإبطال. فهناك شرائع عند موسى بقيت كما هي، وهناك شرائع استبدلت بخير منها، وهناك شرائع ألغيت وأُبطلت، وهناك شرائع جديدة أضيفت لم تكن موجودة من قبل. وهذه الأنواع الأربعة يجدها الدارس المتأمل وهو يقارن بين شريعة موسى (ع) وشريعة محمد (ص).
يبقى أن نشير إلى أن الشريعة المحمدية تقوم على الحدود في التشريعات بعد أن كانت الرسالات التي سبقتها عينية مشخصة. فعقوبة الإعدام – مثلاً – هي الحد الأعلى لعقوبة القتل بغير حق، إنما ليست عين عقوبة القاتل. فالله في الشريعة المحمدية وضع لنا حدوداً، وأوجب ألا نقربها ، أو لا نتعداها .
3- الشعائر، كالصلاة والزكاة والصوم والحج، التي يعتبرها العوام عبادات، والتي خضعت للاختلاف بين الرسالات. فالصلاة عندنا – مثلاً – تختلف عن الصلاة عند اليهود وعند النصارى، وقل مثل ذلك في الصوم والحج والصدقات والزكوات، لكنها كلها صحيحة. ولما كانت الشعائر هي التي تميزنا عن بقية الرسالات السماوية، فهي من أركان الإيمان بالرسالة المحمدية، وليست أركان الإسلام.
في الدولة العلمانية الديموقراطية، كل هذه الأمور لاتخضع للتصويت، قد يجري التصويت – مثلاً – على إلغاء عقوبة الإعدام أو على الإبقاء عليها، وكلاهما صحيح. أما التصويت على الزواج المثلي فهو تجاوز لحدود الله. ومع ذلك فالعيش في دولة كهذه لا إكراه فيها أفضل كثيراً من العيش في دولة استبدادية تمارس الإكراه على مواطنيها.
إن مهمة الدولة حماية المجتمع من الفاحشة العلنية، وليس وضع حراسة على فُـرُوج الناس، ولقد تعودنا على فكرة أن الفقه الإسلامي التاريخي فقه سلطوي يقوم على الإكراه. وعلينا أن نتعود على أن الشريعة والقيم والفقه والشعائر تقوم على حرية الاختيار، وأن الحرية هي كلمة الله العليا التي سبقت للناس جميعاً، وفيها وحدها تظهر عبادية الناس لله .

الاسم Anis Fakhoury البلد USA


المهندس الفاضل/ محمد شحرور …
أنا فرح جدا بك وبآرائك و أرى أن منهجك ممتاز وفريد من نوعه, لقد قرأت معظم كتابك”الكتاب والقرآن”ومعجب به جدا ..حتى أنني بعثت واشتريته من سوريــا… ومازلت أتصفح بقيةالكتب على الموقع….وأرجو من الله أن يبارك لنا في عمرك فنرى لك إصدارات أخرى رائعة…
س(1):هل الحرام في الإسلام هو حرام للضرر؟؟”الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”…أم أنه حرام ..وفقط؟؟ دونما علة ..أي لو انتفت علة الضرر عن لحم الخنزير هل يصبح حلالا؟؟؟

البريد الإلكتروني afakhoury@comcast.net التاريخ 7/5/06

كان يمكن أن أقول في الجواب على سؤالك: نعم .. إن تحريم الخبائث نابع من ضررها، بحيث إن انتفت علة الضرر انتفى التحريم. وكان يمكن أن أحتج بأن الله تعالى الذي أعطى العقل والمنطق مكانتهما المعروفة لايحكم بتحريم المحرمات دونما علة وسبب. كان يمكن أن أكتفي بهذا، لولا أمور استوقفتني في عباراتك رأيت أن لابد من الوقوف عندها بالتأمل والتحليل.
لاشك أولاً في وجود مقاصد إلهية للتشريعات والأحكام، سماها بعضهم أسباباً وعللاً، ورفض البعض الآخر – وأنا منهم – هذه التسمية لاعتبارات رآها.
ولاشك ثانياً في وجود من تبيَّـن هذه المقاصد فعلمها، دون أن يؤثر ذلك على ثبوت التحريم، وفي وجود من غابت عنه فجهلها، دون أن يؤثر ذلك على نفيه.
ولاشك ثالثاً في وجود مستويات ثلاثة لايجوز الخلط بينها هي: الحرام والحلال في المستوى الأول، الممنوع المنهي عنه والمسموح المأمور به في المستوى الثاني، القبيح المقزز والحسن المستساغ.
ولاشك أخيراً في وجود خبث ينحصر بعنصر بعينه من جملة عناصر يتكون منها الشيء، ثم يأتي التحريم مستهدفاً هذا العنصر الخبيث بالذات دون باقي العناصر الأخرى.
في ضوء هذه النقاط الأربع ننظر إلى تحريم الخنزير في قوله تعالى (إنما حركم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ..) البقرة 173. ونفهم أن المحرم من الخنزير هو أكل لحمه، مما يعني أن لابأس في الاستفادة من جلده ودهنه في الصناعات المختلفة، ولابأس في استخدام أعضائه بزرعها في الجسم البشري بعد أن ثبت أن قلب الخنزير أقرب قلوب الحيوانات شبهاً بقلب الإنسان.
ونفهم أن لحم الخنزير حين حرم الله أكله فقد دخل في الخبائث، بينما الخمر من الممنوعات المنهي عنها وليس من المحرمات ولذلك لم تدخل في الخبائث، بعد أن ذكر تعالى أن فيها منافع للناس مما لم يذكره في شأن لحم الخنزير، وبعد أن وعد المتقين في الآخرة بجنة (فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين) (محمد 15) ولم نجده يعد أحداً في الجنة بلحم خنزير شهي ..

الاسم فيروز البلد المغرب

بسم الله الرحمن الرحيم،
الدكتور المهندس محمد شحرور حياك الله،
أنا طالبة أدرس ماجستير في حقوق الإنسان في بريطانيا. هناك ورقة عمل يجب أن أقدمها يوم 23 فبراير وقد اخترت الموضوع عن حكم الإعدام وحكم الشذوذ في الإسلام في ضوء عالمية حقوق الإنسان ومدى توافقه مع الشريعة.
أنا من قرائك ومعجبة بفكرك المستنير وطرحك الموضوعي. ورأيت بأن الحكم بإعدام الشاذ كما هو معروف في الشريعة ما انزل الله به من سلطان ولا يتوافق مع الطرح القرآني وأرى أن الله اهلك قوم لوط لأن المسألة تجاوزت الممارسات الفردية وأصبح اللواط هو الأساس وهذا ما يتنافى مع الفطرة الطبيعية.أنا لا أوافق مع الطرح الغربي على كل حال واستهجن أن يتساوى السوي مع الشاذ فهذا في حد ذاته انتهاك لحق الأسوياء من الناس لكن أيضا لا أعتقد أن الله أمر بقتلهم ولم أجد شيئا في القرآن يتناقض مع مفهومي هذا
سؤالي هو، على أي أساس اعتمدت الشريعة هذا الحكم ومدى توافقه مع الطرح القرآني؟
شكرا لكم يا سيدي ودمتم بخير

البريد الإلكتروني lalouz90@hotmail.com التاريخ 7/5/06

الحكم بقتل من يمارس اللواط جاء أصلاً في شريعة موسى، ونصه في العهد القديم: إذا ضاجع رجل رجلاً مضاجعة امرأة فيقتلا كلاهما ودمهما عليهما. أهـ ، ثم جاء التنزيل الحكيم لينسخ هذا الحكم بحكم أخف وأيسر منه في آية النساء 16. تماماً كما كان قد حكم بالرجم على الزناة في التوراة ثم جاء عيسى المسيح (ع) لينسخه ويلغيه.
لكن السادة الفقهاء لم ينتبهوا إلى أن الله سبحانه حرم الفواحش جملة بقوله تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..) (الأعراف 33) ، ثم عرَّف منها ثلاثة أنواع أوضح لكل منها حدهُ، هي الزنا والسحاق واللواط (حد الزنا هو الجلد في الآية 2 من سورة النور، وحد السحاق العلني بأربعة شهود هو الإمساك في البيوت إلى أن يدركهن الموت أو يتيسر لهن الزواج أو نرى أنه التوبة، وحد اللواط هو الإيذاء المتروك تحديده لأولي الأمر في المجتمع حسب الآيتين 15 و 16 من سورة النساء) لقد ظن الفقهاء أن الحدين المذكورين في آيتي النساء 15و16 هما حدان للزنا كان معمولاً بهما ثم نزلت آية النور 2 فنسختهما، بينما هما حكمان قائمان تماماً في الواقع.
إننا نلاحظ أن المرأة طرف في فاحشتي الزنا والسحاق، وأن الله سبحانه اشترط وجود أربعة شهداء لإثبات هاتين الفاحشتين، وأن التوبة لاتلغي العقوبة، أما اللواط فطرفاه رجلان، ولايشترط في إثباته الشهود، والتوبة عنه تلغي العقوبة حسب قوله تعالى (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيما) (النساء16). ونفهم أن شرط الشهود يرمز إلى أن هذه الفاحشة صارت علنية، وأن فاعلها فقد كل وازع ونازع ولم يعد لديه أي إحساس بالخجل مما يفعل، وأصبح انتشارها بين أفراد المجتمع أمراً واقعاً. فالزاني لايسمى زانياً إلا حين يصبح فعله هذا عادة متكررة علنية يمكن أن نجد لها أربعة شهداء يثبتون وقوعها، وقل مثل هذا في السحاقية واللواطي. أما حين يقع هذا الفعل مرة دون أن يعلم به أحد ثم يتوب فاعله فإن الله كان تواباً رحيماً، حسب آية النساء 16. أنا معك بأن العلنية في الفواحش هي الجانب الوحيد الذي لابد من توفره لإقامة حدود الزنا والسحاق واللواط. ودليلنا في هذا أنه تعالى لم يعاقب قوم لوط على ارتكابهم هذه الفاحشة إلا بعد أن تحولت لديهم إلى احتفالات علنية لها طقوسها حسب قوله تعالى (ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم تأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ..) (العنكبوت 28،29).
يبقى أن أشير إلى أن الأساس الذي اعتمده الفقهاء بعد العصر النبوي في الحكم بقتل الزناة واللواطيين هو التوراة، رغم عدم توافقه – إن لم نقل تعارضه – مع التنزيل الحكيم.

الاسم عمار فريد البلد اسكندريه

عزيزي دكتور / شحرور
قرأت كافة كتب سيادتكم ، و الحمد الله أن هداني لوجود من يحاول فهم كلمات رب العالمين الفهم الصحيح لها .ولكن هناك سؤال يحيرني وهو أنه علي الرغم من اقتناعك بعدم وجود مصدر آخر للتشريع بخلاف القرآن و علي الرغم من شكك الكبير بما ورد إلينا في كتب التراث ، إلا أنه ما زلت أرى سيادتكم تستشهد ببعض الأحداث التاريخية ( مثل كلام سيادتكم عن عمر بن الخطاب أو غيره من الصحابة) في الواقع لدي سؤالين :
1- كيف نعرف حقيقة الصحابة و أسمائهم ( من هو أبو بكر – عمر – عثمان – عائشة – علي – معاوية ) من هؤلاء ، ولماذا أول كتب مدونة لدينا تبدا من 100 سنة هجرية (الموطأ ) ، هل كان كافة الصحابة و التابعين للنبي ( ص ) أميين لا يعرفون الكتابة والقراءة لماذا لا يوجد كتاب واحد لأحد من هؤلاء الصحابة ؟
2- في كتاب ( المرأة – اللباس و الحجاب ) الخاص بسيادتكم قرأت أنه في حال هور زينة المرأة للأشخاص المستثنون في آيات سورة النور يعد من العيب و ليس من تحريم ،أود أن أشير إلى أن الآيات تقول ( ولا يبدين زينتهن ) و الإبداء شيء و الإظهار شيء آخر كما ورد بأول الآية نفسها ( و لايبدين إلا ما ظهر ) لذا فقد استثنى الله المذكورين بالآية من إبداء الزينة و ليس إظهارها بمعني أنه من الممكن للمرأة لبس بلوزة ضيقة نوعا ما و الذي ينتج عنها إبداء نهديها ، و لكن ليس إظهارهم
أشكر سيادتكم لما يتم بذله من مجهود كبير في الواقع ، عسى أن يكلل الله جهودكم بإضافة العقول اللازمة لعمل علي تدبر آيات رب العالمين .

البريد الإلكتروني marofared22@hotmail.com التاريخ 7/5/06

إنني بدوري أحمد الله على أن هداني إلى فهم كلامه وكلماته على الوجه الصحيح. أما عن سؤالك الأول الذي أرجو أن أكون قد فهمته كما ينبغي: كيف نعرف حقيقة الصحابة؟ ومن هو أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وعلى ومعاوية؟ في الوقت الذي لانجد لهم ذكراً في القرآن الكريم، بل نجده في كتب التراث، وهذا يتناقض – حسب رأيك – مع رفضي لاعتبار كتب التراث مصدراً من مصادر التشريع.
صحيح أن القرآن لم يذكر أسماء صحابة النبي العربي (ص) الذين عددت بعضهم، تماماً كما أنه لم يذكر أسماء الحواريين ولا أسماء الأسباط الإثني عشر، لسبب بسيط هو أن القرآن ليس سجلاً للأحوال المدنية. لكنه مع ذلك أشار إليهم في أكثر من موضع. مثال ذلك قوله في ذكر أبي بكر الصديق (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا) (التوبة 40).
إنني – كما ورد عندك حرفياً – أرفض اعتبار كتب التراث مصدراً من مصادر التشريع، وأرفض أن اعتبر أصحابه مقدسين معصومين لايحق لأحد أن يرتاب بحرف مما قالوه، وأنا أراهم يختلفون في عدد سنين عمر النبي (ص) أهي: 60 أم 63 أم 65. ويختلفون في لون رايته أهي بيضاء أم خضراء أم سوداء أم مخططة. لكن هذا شيء، والنظر في كتب الأخبار والتاريخ – خارج مجال التشريع – شيء آخر .
أما عن الشق الثاني من سؤالك الأول فأقول: كان من بين الصحابة قرّاء وكتّاب مثل عبد الله بن عمرو وحسان بن ثابت. أما لماذا لانجد لأحد منهم كتباً فأقول : لاأدري.
يبقى أن أوافقك في مجال حجاب المرأة وزينتها على أن الإبداء غير الإظهار. فالنبي (ص) حين قال لأسماء بنت أبي بكر، حين أحضرت لهما الطعام وهما متواريان في غار ثور: ياأسماء، إذا بلغت المرأة المحيض فلايصح أن يظهر منها إلا هذين (وأشار إلى وجهه وكفيه). فقد كان ذلك قبل نزول آية الحجاب في سورة النور المدنية من جهة أولى. وكان عملاً بالعرف السائد في شبه جزيرة العرب تنفيذا لقوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (الأعراف 199) من جهة ثانية. وكان حديثه عن الإظهار وليس عن الإبداء من جهة ثالثة. فالأبداء عمل مقصود والإظهار طبيعي. فالمرأة عندما تخلع عارية (تبدي) زينتها عن قصد. أما وجهها فإنه يخضع للإظهار الطبيعي.

الاسم رشيد البلد المغرب

بسم الله
الدكتور محمد شحرور ,,,,,
“هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا” (الفتح: 28)، وفي قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِه الْمُشْرِكُونَ” (الصف: 9) الآية الأولى والثانية شديدي التطابق ولكن لفت نظري الأتي :
* الرسول = الهدي + دين الحق ( دين بدون ألف ولام ) .
** الواو = عاطفة أي ليس الهدى هو الدين فإن كان الهدي هو السنة النبوية كيف نستخلص منها ونشرح أجزائها لنعرف أي سنة المقصودة ( القولية ما صح منها – الفعلية – ….) ؟؟؟؟!!!!
*** دين الحق = لماذا لم يقل الدين الحق أن كان يعني الإسلام خصوصاً بوجود ديانات قبلة وغيرة توحيدية أو غير توحيدية في ذلك الوقت ؟؟؟!!! وبدون التعريف يرد الدين إلى ربنا سبحانه وتحديداً استخدم أسمه الحق فهل لهذا من دلالة ؟؟؟
**** وكفى بالله شهيدا : ما العلاقة بين ما سبق وهذه الخاتمة ؟؟؟؟ شهيدا على من ؟؟؟ أو على ماذا ؟؟؟؟؟
الآية الثانية :
* جميع ما سبق + ولو كره المشركون = ما الجديد الذي دعى للتحدي هنا بدلا من التقرير في كفي بالله شهيداً ؟؟؟؟!!!!
أتمنى أن أجد لديك إجابة عن هذه التساؤلات والخواطر وجزاك الله عنا خير الجزاء.

البريد الإلكتروني maniaara@caramail.com التاريخ 7/5/06

سؤالك وجيه جداً. يقول تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (الصف 9). ونرى في هذه الآية أن الله أرسل رسول بعنصرين اثنين: الأول هو الهدى، والثاني هو دين الحق، وهما أمران متغايران، يظهر الفرق بينهما حين تنظر في الآيتين التاليتين :
(ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) (البقرة 2) ونفهم أن الكتاب في هدى وفيه تقوى .
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ..) (البقرة 185) ونفهم أن القرآن هدى للناس.
وبما أن المتقين من الناس ولكن ليس كل الناس متقين، نجد أن الكتاب يحوي قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة 183). فهذه الآية من التقوى، هناك من يخضع لها في سلوكه الإنساني فيصوم، وهناك من يختار ألا يلتزم بها فلا يصوم. أما قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) (العنكبوت 57)، فهو آية موضوعية تعمل خارج وعي الإنسان ولا تخضع لاختياره قبولاً أو رفضاً. إن هذه الآية هي من الدين الحق. أي أن الإيمان وأركانه (الصلاة والزكاة والصوم والحج وشهادة أن محمد رسول الله) هو من الهدى لقوله تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) (الحجرات 17) .
ونفهم أن الصوم والصلاة من الكتاب لا من القرآن، وأن الهدى هو السلوك الإنساني، وأن دين الحق هو للعالم الموضوعي وأن الساعة والبعث والصور والحساب والجنة والنار كلها من دين الحق. أي أن دين الحق هو القرآن، والقرآن هو الجزء الأعظم من التنزيل الحكيم الذي يغلب عليه ويظهر فيه دين الحق، ولذا قال سبحانه (..ليظهره على الدين كله..). (لمزيد من التفصيل راجع الباب الأول من “الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة”) .

الاسم احمد البلد egypt

عزيزي المهندس شحرور لقد كنت أحد الأشخاص الذين استمعوا إلى مداخلتك في برنامج على قناة أوربت الفضائية وكان موضوع النقاش دائراً عن ملك اليمين ولم أفهم مقصودك في تلك الحلقة لكون أن الوقت كان قليلاً ثم أن الشيخ الجندي كان يقاطعك كثيراً فهلا تفضلت بشرح وجهة نظرك عن آيات ملك اليمين شرحاً وافياً وكيف ترى سماحتك تطبيق هذه الآيات في وقتنا الحالي….
لك أصدق التحيات وبارك الله فيكم.

البريد الإلكتروني be_away@hotmail.com التاريخ 7/5/06

إنني الآن بصدد كتابة فصل كامل عن ملك اليمين في التنزيل الحكيم، ورغم استجلاء عدد من جوانبه إلا أنه لم يصبح جاهزا للنشر. لكني أطمئنك مبدئياً بأن الرق هو أحد تجليات ملك اليمين. لقد مضى زمن الرق والنخاسة وامتلاك الإنسان للإنسان كسلعة تباع وتشرى، إلا أن التجليات الأخرى لملك اليمين مازالت موجودة.
ثمة أشكال عدة لملك اليمين، منها نكاح المتعة وزواج المسيار وكلها علاقات بين حر وحرة وليس بين حر وأمة، أو حرة وعبد. ولقد انطلقنا في فهمنا لملك اليمين من الآيات الـ 15 التي ورد فيها ذكره في التنزيل الحكيم، ومن حديث نبوي وجدناه عند البخاري يقول ” أيما رجل وامرأة توافقا فعِشرةُ مابينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا”.

اترك تعليقاً