ضرورة فصل الدين عن السياسة في أمور الحكم حتى لا يوظف الدين في خدمة السياسة – الراية القطرية

ضرورة فصل الدين عن السياسة في أمور الحكم حتى لا يوظف الدين في خدمة السياسة – الراية القطرية

الدكتور محمد شحرور يرى ضرورة التفريق بين ما يأمر به الرسول وبين ما يحرمه النبي وهو يدعو إلى ضرورة الفصل بين الدين والسياسة في أمور السلطة والحكم حتى لا يوظف الدين في خدمة السياسة.

ويمكن القول إن أفكار الدكتور شحرور لها من يؤيدها وكذلك يوجد من يعارضها، حتى إن معارضي الدكتور شحرور يتهمونه بالتجرأ على المشرعين والفقهاء بمجمل آرائه ومؤيديه يعتبرون آراءه بداية لتطوير فهم جديد لحقيقة الإسلام.

وللدكتور شحرور مجموعة من الكتب تتضمن آراءه حول العديد من القضايا الفقهية وهي:

  1. الكتاب والقرآن- قراءة معاصرة. عام 1990
  2. الدولة والمجتمع. عام 1994
  3. الإسلام والإيمان- منظومة القيم. عام 1996
  4. نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي- فقه المرأة – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس. عام 2000

وبسبب معرفتنا وإدراكنا للخلاف القائم بينه وبين العديد من العلماء أجرينا معه هذا اللقاء لنقف على حقيقة أفكاره فكان بيننا هذا الحوار الذي قد يتفق أو يختلف معه البعض وبالأخص حول وجود سلطتين مختلفتين سياسية ودينية في صدر الإسلام الذي عرف أصلا بدولة الإسلام وسيكون لنا رد وشامل على مجمل أفكار الدكتور شحرور في أعداد لاحقة:

ما سبب ظهور الحركات الأصولية في البلاد العربية حسب تصوراتكم؟

السبب الأهم من بين عدة أسباب هو أن الدين أصبح في خدمة السياسة لقد ظهرت حركات أصولية في البلاد الأوروبية أيضاً لكن السبب الجوهري هناك مختلف ففي أوروبا كانت السياسة في خدمة الدين، وكان البابا هو الذي يعين الملوك ويعطيهم الشريعة ليحكموا. أما عندنا فالسلطة الدينية في خدمة السلطة السياسية تحت شعار طاعة الله والرسول وأولي الأمر. عندنا رؤساء السلطة السياسية هم الذين يعينون المفتي وشيخ الأزهر وإمام الجامع.

وهذا الأمر ليس جديداً فقد بدأ منذ أن استولت السلطة السياسية على المسجد في عهد معاوية بن أبي سفيان ثم تابعه الأمويون والعباسيون في هذا إلى اليوم. تقول أخبار التراث أن زياد بن أبيه عامل معاوية على العراق – كان له في مسجد البصرة خمسمائة عين، مثال آخر: لقد قامت شرعية حكم بني العباس بعد الأمويين على أن العم – أي العباس- أحق بالإرث النبوي من ابن العم – أي علي بن أبي طالب – في هذا الجو السلطوي المحموم لم يجرؤ الإمام الشافعي محمد بن إدريس على القول في فقه المواريث بأن الولد في الإرث هو الذكر والأنثى، وإن الأنثى تحجب الميراث عن العم ولو قال ذلك لنزع شرعية الحكم عن أبي العباس وعن أبي جعفر المنصور. لقد ربطت السلطة الدينية طاعة الله بطاعة النبي من جهة وبطاعة أولي الأمر من جهة أخرى وصار الناس محكومين بحديث نبوي يقول:

اسمعوا وأطيعوا ولو كان عبداً أسود رأسه زبية. وبحديث آخر يقول: اسمع وأطلع ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك.

هذا التلاحم بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في البلاد العربية والإسلامية أدى إلى ظهور حركات سياسية تستخدم الدين، حركات سياسية بإيديولوجية إسلامية إلا أنها في الوقت نفسه بعيدة عن السلطة الدينية الرسمية المتلاحمة أساس مع السلطة السياسية، ومن هنا نلاحظ أن معظم الحركات الأصولية السياسية إن لم نقل كلها تناضل على جبهتين جبهة السلطة السياسية وجبهة السلطة الدينية المتفقة معها، ومثال ذلك حركة الإخوان المسلمين وكان من الطبيعي أن تواجه مثل هذه الحركات من قبل السلطتين المتحالفتين الدينية والسياسية بالقمع بكل أشكاله.

وبالتالي، كان من الطبيعي بالمقابل أن تتشكل الأجنحة العسكرية في هذه الحركات المعارضة وأن يبدأ العنف هكذا كانت الأمور.

الآن.. بدأت هذه الحركات بعد سلسلة طويلة من العنف والعنف المضاد ترتقي قليلاً وتعلن أنها تؤمن باللا عنف وبالنهج الديمقراطي ولكن إلى الآن لم يتضح مفهوم الديمقراطية لديهم تماماً إذ ما زالت في أحسن أحوالها تعني ديكتاتورية الأكثرية.. فهم يعتقدون أنهم بحصولهم على أكثرية في البرلمان يستطيعون التصويت على فرض عقيدة دينية معينة، وعلى منع صحف معينة، وعلى حظر نشر كتب معينة، بينما هذه كلها أمور لا تخضع للتصويت أصلاً.

حرية العقيدة، وحرية الرأي، وحرية التعبير والنشر أمور لا يجوز منعها أو حتى طرحها للتصويت، ومع ذلك فإني أعتبر خطواتهم الأولى على طريقة الديمقراطية تقدماً جيداً ومؤشراً إيجابياً.

لقد أصبح مفهوم البرلمانات والانتخابات واضحاً ومقبولاً لدى الجميع وهذا من التأثيرات الغربية الإيجابية علينا لم يكن موجوداً في تراثنا التاريخي والسياسي، كان عندنا ما يسمى أهل الحل والعقد لا أكثر ولا أقل، ومن هنا قلنا ونقول لا تبحثوا عن الفقه الدستوري في الأدبيات العربية والإسلامية فهو غير موجود فيها، أي إذا اقتنع الإسلاميون السياسيون بداية بأن الدولة لا علاقة لها بحاكمية الله وأن الدولة سلطة، وأن السلطة عقد بين حاكم ومحكوم، وأن معيار الانتماء هو معيار المواطنة وليس معيار الدين وحاكمية الله، وأن الأساس في هذا العقد هو العدل بين الجميع والمساواة بين الجميع والحرية للجميع. أقول إذا اقتنع الإسلاميون السياسيون بهذا كله فسوف يصبحون حزباً مرموقاً بين الأحزاب الأخرى، له برامجه المحترمة المفيدة وشعبيته المحترمة الواسعة فهل لدى الإسلاميين الجرأة الكافية على إبداع فقه دستوري خاص بهم غير موجود بالتراث؟ كأن ينصوا مثلاً على وجوب تداول السلطة بالانتخابات مرة كل أربع أو ست سنوات، بينما يذهب التراث إلى جواز أن يحكم الحاكم مدى الحياة فأبو بكر الصديق حكم حتى مات، وعمر بن الخطاب حكم حتى قتل، ومثله عثمان وعلي ومعاوية وعبد الملك والمتوكل.

سيقول البعض هذه سنة.. سنة نبوية.. سنة صحابية.. ونقول نحن هذه إجراءات تنظيمات سياسية وعسكرية واجتماعية تمت في ظروف وقتها لتنظيم الدولة في ذلك الزمن، وليس لتنظيم دولتي أنا الآن، صلح الحديبية وإطلاق اللحى ليست شرعاً إسلامياً منصوصاً عليه في كتاب الله تعالى، هذه إجراءات تناسب ظرفها قام بها النبي من مقام النبوة كقائد للدولة وليس من مقام الرسالة، وأنا مأمور وملتزم بطاعة الرسول، وليس بطاعة النبي، فالرسول بمقتضي معصوميته كرسول يحلل ويحرم ما يريد الله تحليله وتحريمه، أما النبي فيأمر وينهي ويسمح ويمنع وهو غير معصوم في مقامه هذا، بديل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}[التحريم : 1]، وقوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)} هناك سنة رسولية ملزمة تحمل الطابع الأبدي وهناك سنة نبوية غير ملزمة يستأنس بها تحمل الطابع الظرفي فالصلاة مثلا سنة رسولية توجب على أن أصلي كما كان الرسول يصلي حرفياً، أما تنظيف الأسنان بالسواك حصراً ولعق الأصابع بعد تناول الطعام فهي سنة نبوية لا تلزم أحداً الأخذ بها. والسؤال الموجه للإسلاميين: هل بإمكانكم التفريق بين التحليل والتحريم الذي يحمل الطابع الأبدي والأمر والنهي الذي لا يحمل الطابع الأبدي؟

المحرمات في كتاب الله ثلاث عشرة لا يوجد غيرها ولا يحق لبشر أن يضيف إليها، أو ينقص منها، والفرق بين الحرام وغيره هو أن الحرام شمولي وأبدي، فقتل النفس بغير حق حرام في القرن السابع وفي القرن الأربعين، وحرام في مكة وفي الشام وفي لوس أنجلوس. أما اليوم فقد صارت المحرمات مئات يقول البعض مثلاً التدخين حرام، ونحن نقول التدخين ممنوع وضار، لأن التحريم يحتاج إلى رسول أما المنع وإثبات الضرر فيحتاج إلى مختبرات وأطباء.

أنا لم اقتنع بما أوردته من أسباب نشوء الحركات الأصولية فهل لك أن توضح أكثر؟

نعم لقد قلت إن خضوع السلطة الدينية للسلطة السياسية كان واحداً من عدة أسباب أدت إلى نشوء الحركات الأصولية، هناك مثلاً سبب آخر هو فشل مشاريع التحديث فعبد الناصر أراد تحديث مصر، كانت هناك مشاريع تحديث عديدة بقيادة الماركسيين والقوميين والمثقفين الغربيين والشرقيين فشلت كلها وخانت وعودها أمام الناس.. وكان لا بد من بديل.

من المسؤول عن فشل مشاريع التحديث هذه؟ المواطن.. أم السلطة.. أم أجهزة خارجية لها مصلحة بإفشال مشاريع التحديث في كل مناطق العالم وليس في المنطقة العربية فقط. من المسؤول عن الفشل من هؤلاء الثلاثة؟

الثلاثة مسؤولون ولكل منهم دوره في هذا الفشل فالناس ما زال وعيهم بالحرية والديمقراطية ضعيفاً جداً مثلاً حين حصل انقلاب حسني الزعيم أول انقلاب عسكري في العالم العربي صفق له الناس، لم يدركوا وقتها أن إصلاح الفساد الإداري شيء والإطاحة بشرعية الحكم بالقوة العسكرية شيء آخر.

لقد جاء الاستعمار الإنجليزي والفرنسي إلى بعض البلاد العربية حاملاً معه مفاهيم الديمقراطية والليبرالية والبرلمانات والانتخابات، وكانت كلها جديدة علينا ولم تكد تترسخ عندنا حتى جاء الاستعمار الأميركي بمفهوم حكم العسكر بعد أن اختبره في أميركا اللاتينية، فقضي على بدايات وعي الدولة لدينا وعلى الشعور الديمقراطي الذي لم يكتمل رسوخاً عندنا بعد أن تعودنا طويلاً على الاستبداد. هناك مثلاً من يطالب بإلغاء أحكام الطوارئ والقوانين العرفية، ويجتمع حولهم الناس كمنتدى جمال الأتاسي مثلاً ثم يأتي الدكتور البوطي ليؤلف كتاباً يعلن فيه أن الحاكم لا يعزل ولو ظلم وجار وجن فلا يحتج عليه أحد.. ويجتمع حوله من الناس عشرات أضعاف من يجتمعون في منتدى الأتاسي، لقد اعتاد الناس على الأحكام العرفية حتى أصبحوا لا يحسون بوجودها.

هناك بالمناسبة نقطة هامة جداً أود التأكيد عليها هي أن أعداء الأمة الإسلامية في الشرق والغرب، قديماً لم يختلقوا في الأمة شيئاً لم يكن موجوداً فيها أصلاً، بل استخدموا ما هو موجود، فهم مثلاً لم يختلقوا الطائفية والمذهبية بعد إن لم تكن موجودة، بل استثمروها وهي مترسخة عندنا في تثوير الصراعات.

من المسؤول في رأيك عن عدم نضوج وعي الشارع العربي من بين هذه المحاور الثلاثة ومن الأكثر مسؤولية؟

رجال المؤسسة الدينية الرسمية هم المسؤولون في المقام الأول لقد قلنا إنهم يدعمون السلطة السياسية للبقاء في الحكم، وليشاطروها هذا الحكم وتحقيقاً لذلك فقد تم تحويل الفقه منذ محمد بن إدريس الشافعي إلى دين وإلى شرع بحكم الحياة اليومية للإنسان بكل تفاصيلها، هل الموسيقى حلال أم حرام.. هل تعتبر لعب الأطفال أوثاناً وتماثيل، وهل نشتريها أو لا نشتريها، هل العمولة المصرفية ربا.. هل حمل المصاحف أثناء السفر إلى الدول الأجنبية حرام.. وبعد أن تحولت الثقافة السلوكية السائدة في القرن السابع الميلادي إلى دين أقاموا من أنفسهم حراساً مسؤولين عن تطبيقها ولو بالقوة، مما ساد معه الاستبداد الفكري القامع للناس في قيامهم وقعودهم ومأكلهم ومشربهم وسفرهم وتجارتهم ومنعوهم حتى من حق التفكير والنقاش، فإذا تكلم أحدهم إماماً فلا كلام ولا اعتراض ولا تعليق. هذا النوع من القهر الثقافي حول الناس إلى أقزام أمام أهل السلف ورجال التراث، فأصبح يستحيل عليهم وهم أقزام أمام ابن تيمية والسيوطي، أن يتحولوا في الوقت ذاته إلى عمالقة أمام جورج بوش ومادلين أولبرايت. وفي رأينا إن القزم هو القزم أمام الاثنين، لقد استكمل السادة العلماء تقزيم الأمة، فكم من الناس ولدوا عباقرة وماتوا بفضل السادة العلماء وهو بهائم، بينما هم أنفسهم عاجزون عن شطب حديث الذبابة من كتب السنة النبوية.. وهذا شيء عجيب.

ولكن الخطأ منهم وليس من التشريع أليس كذلك؟

هذا صحيح فالسلبيات التي يطبقونها والثقافة التي يفرضونها هي إجراءات كما قلنا وليست شرائع، خذ مثلاً مسألة الحديث النبوي الذي يقول: (إذا خطب الإمام فلا صلاة ولا كلام) والحديث الذي يقول: (من قال لجاره في الصلاة صه فقد لغا).

وهذه الاحاديث بدأ توظيفها على يد هشام بن عبد الملك الأموي، وتابعه جعفر المنصور العباسي في أخبار تراثية فصلتها كتب الأخبار، والغاية منع الناس من الاعتراض والاحتجاج على كل ما يأتي به الإمام الحاكم، ويقوله الأمر الذي ما زال البعض ينادي به حتى اليوم لكن مبدأ تكميم الأفواه هذا لم يكن سارياً في عصر النبي والصحابة فقد طلب عمر بن الخطاب بالناس أمراً بتحديد المهور، فتصدت له امرأة من آخر المسجد قائلة: ليس هذا لك يا ابن الخطاب، فالله تعالى يقول: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً ….}[النساء : 20]، فقال عمر: أخطأ عمر وأصابت المرأة!! ومع ذلك لم ينهرها أحد فهل يسمحون اليوم بذلك؟ هذه كلها قرارات وإجراءات سياسية فلماذا نعتبرها شرعا إسلامياً؟

هل إنشاء الدولة أيضاً خارج الشرع والشريعة؟

أمور إنشاء الدولة من قبل النبي والصحابة عبارة عن إجراءات سياسية خضعت في وقتها للظروف السائدة، فلماذا تركزون على الجانب الشرعي منها؟

إن اعتبار هذه الإجراءات شرعاً من حيث الشكل والمضمون سيجعلك غير قادر على تغييرها.

إن ما يرتكب من أخطاء يتهم به الشرع والإسلاميون لماذا لا يقال مثل ذلك على الجيش الجمهوري الإيرلندي؟

على العكس فما قلناه ينسحب تماماً على الوضع في إيرلندا وقد أشرت إلى ذلك في كل محاضراتي وندواتي في أوروبا وأميركا، فمن منظور النزاعات المذهبية والطائفية ما يحدث في إيرلندا اليوم ينطبق تماماً على ما حدث في التاريخ الإسلامي.

فياقوت الحموي في معجم البلدان يتحدث عن حروب حصلت في مدينة الري بين الشوافعة والشيعة والأحناف أدت إلى تدمير المنطقة بكاملها، وهذا ما يحدث في إيرلندا بين البروتستانت والكاثوليك، المشكلة هي أسلحة القرارات السياسية عندنا واعتبارها من الدين وهي تمسيح الإجراءات عندهم واعتبارها من الدين.

دمشق- حوار إبراهيم بيتموني

الراية القطرية

(17) تعليقات
  1. اتفق مع الدكتور شحرورفي تحليله لنشوءالاصوليات االاسلامية بانهانتيجة لفشل المشاريع السابقة عليها .امااسبابالعجز عن تحقيق النهضة بمعناها الشامل السياسية والدينية بوجه خاص تحتاج الى امرين اساسيين لانجازها :نخبة فكرية شجاعة وعصرية.ثانيا مجتمع حر ذاتيا اي لديه توق الى الحرية ليستقبل هذة العصارة الفكرية ويحولها الى واقع.

  2. اتفق مع الدكتور شحرور
    و اؤكد بأنه وطوال كل العصور لم يجد الحاكمون في كل بقاع الارض وسيلة لتسيير شعوبهم اسرع ولا اسهل من الانقياد العقائدي عبر الدين . فكان و يزال الوسيلة الاسهل للتأثير على الشعوب حتى ولو في امر يتعارض مع المنطق او العقل  فهو ( الدين) اسهل واسرع وسيلة من المال ومن السلاح ومن الاعلام ومن اشياء كثر
    فمتى يبدىء الناس ينظرون الى دور الدين ووظيفته الحقيقية التي وصى ربنا وشرع ما وصى وشرع على كل الانبياء والمرسلين

  3. يبدو لي  أن  ما  يطرحه الأخ  شحرور  مفزع  جدا  ويصدم  الحس  الإسلامي الموروث ، نحن  اعتدنا أن لا نقدس  الله وحده ثم  الرسول إذ اصطفاه  الله ، ولكننا  ولعنا  بتقديس  أي  شيء له  علاقة بالإسلام : العلماء والخطباء وحتى حفاظ القرآن الذين لا يفهمونه ، بل ، لم لا ، وحتى كل من أسدل  عليه برنوسا ودخل جامعا ، قلب المسلم الآن بات يقدس  كل شيء له علاقة بالدين ولو نفاقا ، مثل قلب الهندي الوثني تماما الذي يقدس تقريبا كل حيوان يمر به .عمت القداسة وشملت كل شيء ديني، هذا التقديس الطاغي صرف قلوبنا عن تقبل أي جديد ، وصم آذاننا عن سماع أي كلام مهما كان حكيما ، وجعلنا نغضب ونود أن نقتل كل من يمسه ، ثم رد بعضنا إلى درك البهائم وبعضنا الآخر إلى درك الوحوش .
    وأنت أخي شحرور تمس هذا المقدس الطاغي بعنف ، فشجاعتك أولا نادرة في أمتنا ، لكن من باب تقوى الله أخشى أن تكون أحكامك  متسرعة قليلا ، فالقضايا  عظيمة وثقيلة  جدا تحتاج إلى أبحاث كثيرة وشديدة العمق قبل أن نصدر عليها أحكاما . أخشى بذلك أن تترك ثغرات في نظريتك تجعل أمر الإجهاز عليها سهلا ، وأن تلقن أخطاء للسامعين لك تؤخر به أمر الإصلاح ، وأن  تستغضب عليك أخيرا رب العزة  إذ تقول قبل أن تعلم جيدا . . فحكم الله مثلا أو أمر الله موضوع كبير جدا يضاهي موضوع خلق الله :”ألا له الخلق والآمر” ، أراك تتسرع فيه ، حبذا أجلت الكلام فيه حتى تشبعه بحثا ، فأنا أخاف أن تبعد الله عن حكم ما خلق ، كل ما أنصحك به أخي هو التأني  وعذرا إن نصحتك بين الناس .

  4. المقالة وان كانت تدخل في محراب الهدم والبناء الا انها لم تقدم دليلا علميا يمكن ان نرتكن اليها فنحن بعد التقديس في هذا العصر نحتاج الي منافع الدنيا التي هي جوهر الاتباع وحاجة الناس وهناك دائما فرق بين الهاوي والمحترف ..فالاخير متعلم اولا ثانيا له خبرة ثالثا له شهادة من بيوت الخبرة العالمية حتي يسهل الموافقة علي التعامل معه ورسو العطاء ..والناس بصفة عامة اهل اتباع الحال بينما التناظر يكون علي العلماء وبين المدارس  العالمية المختلفة في ذات الموضوع ومن صلبه والسؤال الان اذا كانت ثورات الربيع العربي لم تستطع حتي الان من هدم  قصورها القديمة وقاموا فقط بعزل الرئيس لانهم ببساطة ليس معهم خريطة جديدة للمستقبل بل حتي ورقة الدستور ما زالوا في خلاف عليها فهل هذا الوعي المنقوص قادر علي ربط الدين بالدولة او فصله ..الشعوب العربية غير مؤهلة انما هي تريد الحياة سهلة ميسورة حتي لا تدفع اكثر هم بخلاء علي الحقيقة ..فالحقيقة ليست وعي او ثقافة او تعليم ..الحقيقة اخلاق من الدرجة الاولي ثم تضحية ومغامرة في عمار الكون وهذا المستوي ليس متو افرا في الوطن العربي والتاريخ يقول هذا والمثال بسيط كليات هندسة الوطن العربي لا تستطيع ان تخترع موتور او حتي لمبة كمثال فقط نحن نقلد ونستورد ونسنسهل ونبحث في كل درب استسهال من اي مكان في الدنيا وفي اي زمان ..اما علماؤنا فهم خدم للغرب ان فلحوا وقبلوا وهي ليست نظرة تشاؤم بقدر ما هو واقعيا في حياتنا هكذا مررت علي الدول العربية تشتري الجديد لكن لا تصنعه ..

  5. المرجعية المدنية وشروطها واثرها  في حياة المجتمع :
     
          المدنية عندنا  اطار مجتمعي تغرس فيها قيم الحقوق المتوازنة ..فلا مكان بالمدنية لغالب اومغلوب..كما ان الاحترام او الرقي ليس قواعد او قوانيين ..انما هي حزمة من الافعال والاعمال التي تنشأ قيم الاحترام .. وكما ان التقدير شان مادي بحت يتطلب من جهاز الدولة عمل ادارة متخصصة في كل شئون الحياة لتقدير الاعمال الفذة والشجاعة والنافعة للمجتمع وعدم اهمال اصحابها ..فالمدنية لها عيون حارسة علي مجهودات الناس والمدنية لا تاتي من فراغ فهي ليست قوانيين ومؤسسات تمارس دورها الكتابي فهناك مواصفات اخري تضاف الي تلك المكتوبات منها تنمية الشعور العام من المشاعر الاجتماعية الوطنية من صناع انتصار الشعوب في الماضي او الحاضر ..ينشا منها الحب والولاء للوطن ..والمدنية تركز اهم اعمالها علي النظافة في كل مكان واحلال النظام في كل مكان ايضا ..كما ان المدنية لا تنسي تعظيم الاحتفالات القومية بشيئ من السرور والبهجة في مناسبات محددة كل عام ويشارك فيها كل الشعب بشكل منظم وجميل .. كما ان المدنية تعالج الحرمان والضعف والمرض وترصد له جانبا من الميزانية ..والمدنية باختصار ان المجتمع مسؤول كاملا عن اي فرد ..اذا جاع واذا مرض ..واذا لم يجد عملا ..وان توفر له الدولة محاميا مجانيا للدفاع عنه دون اجر في حالة وجود مشكلة او حدث مع فقير ..لانه ببساطة سيظلمه المجتمع في قرار المحكمة بالادانة لانه بلا حول ولا قوة ولا مكانة ..من هنا تنشأ ملاجي الايتام ومنازل في كل الولايات او المحافظات لمن لا يجد نوما ليوم او لا يجد قوتا في يومه ..وهذا كله ليس تكافل اجتماعي التي لها دور رسمي منظم ومختلف  ..انما نحن نتحدث عن بواطن الضعف والفساد في المجتمع المدني ..
      
        والمدنية كنظام لا تصلح لاي مجتمع ..انما هي تصلح لمجتمع لا تتعدي نسبه المهملة او الضعيفة عن 10% فلو فرض ان نسبة الفقراء في المجتمع مثلا 20 او اكثر ..لا تصلح معها المدنية ..كذلك نسبة البطالة او المرض ..لان هذه المجتمعات منسية او مهملة وقد يكون السبب شعب كسول او حاكم فاسد لا ينهض بالمجتمع ..وسوف تجد في تلك الشعوب مصائب كثيرة تراكمت وادت الي فساد عظيم ..والمدنية تتشابه مع الانسان السوي فان كان مريضا وضعيفا وراكدا فانه يحتاج مستشفي ..اما ان كان سليما او به قصور يسهل علاجه فان المجتمع يسهل له التعامل بالمدنية ويثق فيها انها تصلح للدخول في عالم المستقبل الدقيق التي يحتاج فيها الي عقل وجسد سليمان..حتي يكون قويا في مواجهة تحديات المستقبل ..
     
         ومجتمع المدنية له قيم حصينة تبدا بالاعتراف الانساني وحق الانسان في الحياة ابتداءا بغض النظر عن لونه او عقيدته الدينية اوجنسه ذكر او امراة كما ان المروؤة والاحسان من فضائل الانسان المدني فهو يستخدم عقله مع الحياة وليس بوهيميا ميال للرزيلة والاغتصاب او ميالا للشيطان باي افعال تضر الناس مثل الكبر والازدراء باي شكل او عمل ..والمجتمع يعترف  بالمروؤة ولا يعترف بالزني ولا الشيطان ..كما انه يعترف بحق الانسان في اختيار عقيدته مهما كانت طالما لا تضر الاخرين فان انشأ مكان فعليه ان ياخذ ترخيصا اداريا بعد مراجعة موضوعه ..
     
       والنظام المدني يقف علي اختياريين راشدين احدهما يمثل المدنية المطلقة وتعني بالانسانية المطلقة عند اختيار نظم السياسة والاقتصاد ما يمثل المبادئ المحافظة وعدم اثارة الحوافظ الانسانية وفي هذا تكريم للانسان ..بينما الاختيار الاخر والذي يمثل المدنية النسبية او الجزئية .. وهي التي تعامل الانسان كسلعة او مستهلك وعليه تبني الدولة علي هذا ..
     
        وبالاشارة الي دول الربيع العربي والتي تريد تطبيق الشريعة الاسلامية كنظام للدولة اري ان هذا الجدل الفكري فيه نوع من العبث مثل موقف الشرع من الارث وان المرأة تاخذ نصف ما يحصل عليه الرجل ..بينما الديمقراطية تراعي المساواة بين الرجل والمراة  ..يمكننا ان نطلق عليه من الافضل النماذج المحسنة يعني بين الشرق والغرب       

  6.   والمثالية عندنا غارقة في الوحل والظلام ..فالعالم الكبير والاستاذ الجامعي حينما يتحدث ياخذك الي اعالي المثالية ويتحدث معك بعتبارك حالم وليس طالب علم ومنتظر الاصلاح فهو في قرارة نفسه الاصلاح سيتم بعد مائة عام ولا داعي لخوض المعركة والتحدي وهكذا الرئيس والمدير والسفير والقيادات ثلاثة ارباع المجتمع تحت الارض والربع تحت عناية الملك او الرئيس ..العاصمة عندنا هي كل البلد وجميع البلاد قري وفلاحين وبهائم ..الشيخ عندنا يرد علي أي فتوي حتي ولو كانت اقتصادية او طبية او هندسية وهو يتحدث من منطق ان كلامه مقدس لانه مأخوذ من الدين عدل انه مندوب السماء في الارض مرشد او قاضي الارض ..اما اذا رجعت للقضاة فحدث ولا حرج فقد حصل علي الاستقلالية يحكم علي المجتمع ولا يحكم عليه يعزل رئيس الدولة ولا يعزل كل السلك القضائي بما فيهم النائب العام اما الحاكم فهو مشغول بالسياحة العالمية والعلاج والفسح هو وعائلته والباقي شوية مقابلات ولا اريد ان اتطرق الي نتائج كل هذا واثاره في المجتمع من التخلف والفقر والمرض والبطالة وغلاء الاسعار وضياع الخدمات الحكومية ..فهل مثل هذه البلاد يمكن ان تفرق بين الدين والدولة اذا كانوا منفصلين او متحدين وهل بعد الربيع العربي المأمول ان ينتج هذا ..بمعني هل هناك منتج جديد ينتج في يومين ام ان الدنيا مراحل وتقدير وحساب ..فالقضية محسومة في القراءة ..قل لي ماذا تاكل اخبرك عن صحتك ..ايها الانسان ..العربي ..المصري .. 

  7.     والسياسة نوع من الادب ..فيها الحكم والقيادة  ..ومؤهلات الحاكم لا يشترك فيها أي جانب فني يعني ليس مطلوبا منه ان يقدم اختراع حديث او حتي قديم ..وجميع المفكرين واصحاب الرؤي المستنيرة يمكنهم ان يطرحوا افكارهم في كتاب او مجموعة كتب او مقالات لانه الاسهل الي عقولهم الادبية والحقوقية والروائية لان العقل الروائي اجوف عدا الوصف والتعبير وهما ادواته ..اما الحياة الحقيقية فتحتاج الي عالم ارضي يخترع الحاجة للناس ليستخدموها في حياتهم المعيشية كالمواصلات والاتصالات وعالم التقنيات والسفن والطائرات وغيرها وهي تحتاج لتصميمات ومراكز بحوث وورش ومصانع وعمال مهرة ومهندسين وهؤلاء هم صناع حياة الناس  ومعايشهم بل وتشغيلهم في كل مجالات الحياة من طب وهندسة وتجارة وصناعة وسفن وبحار ومطارات الي اخره ..والخطأ في عالم الادب وارد ومسموح وممسوح بينما الخطأ في عالم الشغل غير مسموح ويعاقب المخطأ فورا .. وهؤلاء اهل جرأة واقدام واهل الادب اهل تراخي واسترخاء.. كما ان المجتمع يفرح كثيرا بالانجازات الصناعية والقومية ولا يعبأ بالانجازات الادبية لانها نوع من التسالي والتسرية عن النفس ..واهل العلم الادبي اقرب الي هؤلاء …ما اردت قوله ان الناس مع الصناع وليسوا مع الادباء حتي وام كان الرئيس منهم فان كان شاغل الثورات فصل الدين او ضمه عن الدولة فان الشعب لن يشغله كثيرا ذاك او ذاك ..اما لو علم الناس ان هناك ظلما سيقع عليهم ويمنع عنهم حاجاتهم مهم كان الاختيار ..فان ثورة الناس ستعود مهما طال الزمن ..الناس تعيش بالخدمات وتموت من غيرها

  8. الدليل العلمي الذي قدمته مقالة محمد شحرور موجود وواضح وجلي وأنت للأسف الذي لم تقدم دليلا علميا على ما تقوله، الدليل العلمي هو ما يشهد سمعا وبصرا ويدرك فؤادا، ومحمد شحرور نجح وبشكل عظيم في تشخيص الواقع الثقافي والسياسي العربي ووضع الحلول المصداقية الناجعة لها، أما ما أوردته أنت فأعترف أنه جميل جدا وجدانيا ولا يدخل إلا في عالم المثاليات، وهذا الذي طرحته يظل للأسف يدور في الحلقة المفرعة التي أوقعنا فيها الحداثيون الشيوعيون والقوميون والدينيون الذين كما قال شحرور وكما هو فعلا على أرض الواقع أن مشاريعهم خابت وعودها ولم تعطي شيئا ناجعا وإنما ظلت في مجال العدم (دالات لا مدلولات لها) وها هم العرب يثورون عليها. عليك أن تنطلق من معطيات الواقع وبأدوات علمية صحيحة.

  9. السلام عليكم
    لعمري أن الدكتور المهندس محمد شحرور المحترم قد ابدع في الكثير الكثير من الدراسات والتحليلات ولو كان له تغطية سياسية محلية أو خارجية لأصبح مفتي العصر ورشح لنيل جائزة نوبل للسلام لما قدمه للبشرية وأنا متأكد ن التاريخ سينصفه ولو بعد حين.

  10. انا مع  المقال في فصل الدين عن الدولة ..ولكنك مع الاسف مغرم بالدكتور شحرور  اكثر منه موضوعيا ..كنت اطالب الدكتور ان يقدم  دليلا بعمق عن هذه الدراسات وحتي تفهم اكثر انا احد الباحثين في المجال وسبق ان قدمت الكثير من الكتب في الجتمعات المتخصصة في انحاء متفرقة عالميا وخاصة المانيا ..شكرا

  11. اخي الفاضل    السلام عليكم
    لايجوز ان نقول فصل الدين عن الدوله او السياسه لانه يناقض عقيدتي كمسلم
    يقول الرسول صلي الله عليه وسلم تركت فيكم ماان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي
    ويقول الله تعالي اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام لكم دينا
    فصل الدين عن السياسه عقيده مسلم بها في الفكر الغربي فلماذا نتسول علي اسوأ ما في موائد الفكر الغربي
    الامام الشافعي وحميع علماء الاسلام بريئون من التهم التي قلتها علي انهم السبب في عدم نضوج وعي الشارع العربي
    وانضم الي ام قيس ونريد ان نعرف المرجعيه الفكريه التي يستلهم منها آراءه

  12. كلام الدكتور الشحرورو يتسم بالتعقل وفيه شي من المنطق واعطى دلائل تاريخيه مؤيدة لفكرته التي ينادي بها ويؤمن بها ، والانصاف يجعلنا نقول بان في كلامه شي من الصحة ، اما نأخذ ما جاء به على انه مسلمات ثابتة تحوي الحقيقة بشكل كامل ففيه ايضا تجني على الافكار الاخرى التي ترى عكس ما جاء به.
    لا اعتقد ان هناك فجوى بين قائد سياسي محنك يسعى لانشاء دولته التي يحلم بها او قضيته التي يدافع عنها باستخدام المنهج والخطاب الديني متى ما توفر له خيرة العلماء والمستشارين الذين يبرزوا قيم الدين للعامة ويحالوا ان يجعلوا القيم الدينية هي السائدة في المجتمع، وعندما يتقبلوا كل اطياف المجتمع الذي يعيشوا فيه ويتفهموا افكارهم وتطلعاتهم في الزمن الذي يعيشون فيه  ، وعندنا نماذج مشرفة في هذا المجال مثل صلاح الدين الايوبي ومحمد الفاتح خصوصا.
    لا ارى ابدا تناقض بين السياسة واستقاء الاحكام الدينية وتوجيهها لخدمة المجمتع ، واعتقد ان الاغراق في الفسلفة في هذا المجال لن تجني من وراءه الامة اي فائدة سوى فتح باب الجدل والتربص ، فخلق مجتمع متعلم وناضج ومتمسك بتعاليم الدين وهو ما تفتقده الامة هو سبب كل الكوارث الحالية. ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي القاصرة التي تتعلم من المهد حتى اللحد. وللكاتب فائق الاحترام والتقدير

  13. الأخ أبو أيوب أعتقد انك انت الذي تعطي احكاما قبل ان تعلم جيدا فالدكتور شحرور ألّف كتابه الأول ‘ الكتاب و القرآن ‘ سنة 1990 بعد 23 سنة من البحث و الفرز و المراجعة و لم يتسرّع حتى تنصحه بالتأني و اذا كان أخطأ في موضوع ما فهذا لا يعني أنه أخطأ في كل شيء و هو يخاطب الناس فهم لديهم عقول و يستطيعون التمييز بين الصواب و الخطأ فتعليقك يا ابو ايوب انما يدل على ان فكرة تقديس البشر مترسخة عندك دون ان تشعر فأنت تريد من الدكتور شحرور ان يكون رسولا معصوما لا يخطئ فتتيقّن من كلامه و تطمئن له و تقدّسه ناسيا انه بشر .. شكرا للدكتور شحرور على جهوده الجبّارة و ارجو ان يجد شعبا واعيا يفهم أفكاره.

  14. بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي و على ءاله و صحيه
    لا أرى في موضوع فصل الدين عن السياسة إلا جدالا عقيما لا يمكن أن تنهض الأمة به، الأمر حسمه الرسول الكريم صلى الله عليه و ءاله منذ هجرته إلى المدينة حيث قال : “أنتم أدرى بأمور دنياكم” و أمور الدنيا هي ما يترتب عليه معاش الناس من حرف و صناعة و فلاحة و تجارة و غير ذلك؛ فهذا الأمر موكول إلى معارف الناس: و الدين يتدخل في ذلك بتنظيمه من جهة الحلال و الحرام لتكون نزاهة في المعاملات و الابتعاد عن الغش و التطفيف و أكل أموال الناس بالباطل و هذه أمور مفصلة في كتب الفقه و راسخة في أذهان المسلمين. و لا حاجة بهم إلى استجلاب ويلات الغرب و الكنائس و أقوال هي بعيدة كل البعد عن كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و ءاله، أما ماستأنس به الدكتوران شحرور و فودة من أحداث وقعت في تاريخ الإسلام فلا حجة لهما فيها ليصلا إلى غايتهما في الفصل المزعوم آنفا. و الله من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل -الحسني-

  15. لقد مللنا من صيحات المغربين و المغتربين الذين لا يرون الإسلام و أحكامه إلا بنظارات الغرب القاتمة، فأرادوا أن يلبسوه جلبابا ليس من مقاسه؛ فهلا نزعوا عن أعينهم تلك النطارات الحالكة ليروا دينهم ناصعا نقيا من شوائب تلك النظارات الفاسدة؟ إننا بحاجة إلى رجالات ينهضون بهذه الأمة من خلال منهاجها الرباني و من طريق تعليمات رسولها الكريم صلوات ربي و سلامه عليه و ءاله(أعزنا الله بالإسلام فإن أردنا العزة في غير الإسلام أذلنا الله: عمر الفاروق)؛ هذا ما نحتاج إليه في الوقت الراهن حيث تكالبت قوى الطغيان من كل حدب و صوب لتشتيت فرقة المسلمين و إضعاف مقوماتهم و سلب ثروانهم و زرع الشحناء و البغضاء بينهم؛ فهل من مجيب؟

  16. من لم يتسيس لم يتدين ومن لم يتدين لم يتسيس لان السياسة هي ان تكذب على المواطنبن بدون ان يدري

اترك تعليقاً